قصة حقيقية من أعجب القصص يخبرنا الشيخ علي الطنطاوي بأن في هذه القصة من الطرافة أكثر من المنفعة منها
دارا واسعة وغرفا كثيرة فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئا كثيرا فهم بأخذه ثم قال لا لقد أمرنا الشيخ بالتقوى ولعل هذا التاجر لم يؤد زكاة أمواله لنخرج الزكاة أولا
وأخذ الدفاتر وأشعل فانوسا صغيرا جاء به معه وراح يراجع الدفاتر ويحسب وكان ماهرا في الحساب خبيرا بإمساك الدفاتر فأحصى الأموال وحسب زكاتها فأزاح مقدار الزكاة جانبا واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات فنظر فإذا هو الفجر
وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة فسمع رب البيت فنظر فرأى عجبا فانوسا مضيئا ورأى صندوق أمواله مفتوحا ورجلا يقيم الصلاة
قالت له امرأته ما هذا
قال والله لا أدري
ونزل إليه فقال ويلك من أنت وما هذا
فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره به والله أعلم كيف صلى
فلما قضيت الصلاة قال له أخبرني من أنت وما شأنك
قال لص
قال وما تصنع بدفاتري
فكاد الرجل يجن من العجب وقال له ويلك ما خبرك هل أنت مچنون
فأخبره خبره كله
فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ذهب إلى امرأته فكلمها ثم رجع إليه فقال له ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتبا وحاسبا عندي وأسكنتك أنت وأمك في داري ثم جعلتك شريكي
وأصبح الصباح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد
وهذه قصة واقعية قديمة حدثت حقيقة وأعرف أشخاصها وظروفها كلها
يقول الشيخ الطنطاوي معقبا على القصة
ليت للكثير فقه هذا اللص دون غفلته فالمشكلة أن للكثيرين الغفلة من غير تقوى
تمت القصة ودمتم في
امان الله
اذا انتهيت من القراءة صلي على النبي