كهعيص أبكتني هذة المعلومة
ثم قال: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} (الأعراف: 2) وهكذا في بقية السور وقد ذكر هذا ونبه إليه جماعة من أهل العلم كالمبرد والفراء وابن تيمية والمزي وغيرهم وقد قرره تقريراً جيداً الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير سورة هود وبه قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله.الإجابة: لا خلاف بين أهل العلم أن الحروف المقطعة التي افتتح الله بها بعض السور في القرآن الكريم كسورة البقرة {الم} وسورة الأعراف {المص} وسورة يونس {الر} وسورة مريم {كهيعص} وسورة ص {ص} وغيرها من السور يقرأ فيها كل حرف على حدة ولا يقرأ مجتمعاً إلى غيره، فسورة البقرة يقرأ أولها ((ألف، لام، ميم)) أما معاني هذه الحروف فقد اختلف فيها أهل العلم على أربعة أقوال في الجملة: الأول: أن هذه الحروف لها معنى لا يعلمه إلا الله، وبهذا قال جماعة من الصحابة منهم الخلفاء الراشدون وابن مسعود وغيرهم. الثاني: أن هذه الحروف لها معنى يعلمه الناس واختلفوا في تعيين معناها فقيل:
ويتخاطبون بها، ومما يدل على هذا أن الله تعالى يذكر بعد هذه الأحرف القرآن وعظيم إعجازه وأنه الحق الذي لا ريب فيه وهذا يشير إلى الحكمة من ذكر تلك الأحرف ففي البقرة قال الله تعالى: {الم} ثم أتبع ذلك بقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} (البقرة: 2) وفي آل عمران قال: {لم} ثم قال: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} (آل عمران: 2-3) وفي الأعراف قال: {المص} ثم قال: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} (الأعراف: 2) وهكذا في بقية السور وقد ذكر هذا ونبه إليه جماعة من أهل العلم كالمبرد والفراء وابن تيمية والمزي وغيرهم وقد قرره تقريراً جيداً الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير سورة هود وبه قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله.