قصة الحكيم وابناء شيخ القبيلة كاملة جميع الفصول الي النهاية

موقع أيام نيوز

 


ادخلوا إلى مجلس الضيوف حتى يأتيكم فدخلوا البيت وعند الانتهاء من الطعام والشراب إنه كرم العرب دخل القاضي فسلم عليهم وكان رجلا نشيطا قليل الشيب مكتمل القوة وابتسامته تنير محياه.
فقال الأخ الأكبر
أيها الحكيم جئناك لمسألة واحدة لكننا في طريقنا إليك حدثت لنا أمورا أربعة أدهشتنا واحترنا في تفسيرها فأصبحت مسائلنا خمسة بدل واحدة.

فقال القاضي هاتوا مسائلكم الأربعة التي حدثت في طريقكم وبعدها قصوا علي مسألتكم التي جئتم من أجلهاعساني أهتدي إلى حلها أو الحكم فيها.
قال الأخ الأكبر أما المسألة الأولى عندما سرنا إليك وجدنا ثعبانا صغيرا فلما هاجمه أخونا الأصغر فتح فاه فكاد يسد الطريق علينا
لولا أننا فررنا منه متسللين لما استطعنا النجاة منه
قال القاضي أما هذا الثعبان يا أبنائي فهو الشړ يبدأ صغيرا بحيث يستطيع كل شخص تجنبه والابتعاد عنه والتغلب عليه ولكن إذا ډخلت عالمه استقوى وكبر واستفحل.
ثم قال هاتوا المسألة الثانية
فقال أحدهم المسألة الثانية أنا لما استأنفنا سيرنا وجدنا في طريقنا جملين الأول كان يرعى في أرض قاحلة لا نبات فيها ولا زرع لكن في مظهره كان سمينا وأما الثاني فكان يرعى في أرض خضراء يانعة وبها عشب كثير لكن حالته كانت هزيلة فعجبنا من حالتيهما فبما تفسر ذلك
قال القاضي أما الجمل الأول وهو السمين القانع بما أعطاه الله فينتفنع بما في يديه فارتاح في دنياه وظهر ذلك على حاله.
و أما الثاني فهو الرجل الثري عنده خيرات كثيرة من المال و الولد لا يشكر ربه على ما أعطاه فهو لا ينتفع بشيء من ذلك أبدا .
ثم قال هاتوا المسألة الثالثة
فقال أحد الإخوة ثم لما استأنفنا طريقنا وسرنا إليك وجدنا طائرا يتنقل بين سدرتين إذا وقع على أحدهما اخضرت و الأخړى يبست ثم إذا تنقل إلى اليابسة اخضرت ويبست تلك التي كانت خضراء .
فقال الحكيم نعم يا أبنائي ذاك مثل الرجل المتزوج زوجتان إذا أتى واحدة ڠضبت الأخړى فإذا جاءها رضيت و ڠضبت الأخړى وهكذا شأنه معهما.
ثم قال أحدهم و المسألة الرابعة أننا عندما حللنا بقريتك سألنا عن

سكناك فأرشدونا لمنزل أخيك الأصغر فوجدناه شيخا هرما فلما سألناه عنك أرشدنا لدارك هذه فاعتقدنا أنك أهرم منه ولكن العكس هو ما زادنا استغرابا حيث وأنت أمامنا ما شاء الله بصحة و عافية خلاف أخيك الأصغر فما السر في ذلك مع أنك أكبر منه
قال القاضي أما ما وجدتموه من حال أخي الأصغر فإن له امرأة سليطة اللساڼ لا تتوقف عن الولولة واللوم طول اليوم فهي بذيئة المنطق لا تحمد منه شيئا عسى الله أن يفرج عنه ويرزقه الصبر والأجر.
و أما عن حالتي والحمد لله فإني أعيش عيشة هنيئة أسأل الله أن يديمها علي نعمة فزوجتي
صالحة حيية أمينة فأنتم جئتم و
كنت نائما فلم توقظني حتى جهزت لكم الطعام والشراب و كل ما تحتاجونه وبعدها أيقظتني فجئت إليكم و أنا نشيط مرتاح والحمد لله على ذلك فذلك سر سعادتي وحيويتي ال أكبرهم و الخامسة وهي مسألتنا فنحن أبناء شيخ قبيلتنا و سمى له قبيلتهم و قبل ۏفاة والدنا قسم بيننا حظوظنا من أمواله ووضعها في صناديق وأمر أن لا تفتح إلا بعد مۏته فلما توفاه الأجل فتحناها فوجد كل واحد منا في صندوقه ما وجد.
أما أنا فكان من نصيبي السيف و خاتم الرئاسة و الراية.
بينما الثاني فقد وجد الرمل و الحجارة.
ووجد ثالثنا العظام.
أما الرابع وهو أصغرنا فوجد الذهب و الفضة.
فاختلفنا بيننا عن هذه القسمة وكان والدنا رحمه الله قد أوصانا أن نرجع إليكم عند اختلافنا فها نحن قد جئنا إليكم لتحكم بيننا بما أراك الله و نسأل الله أن يوفقكم للعدل و الإنصاف ونحن مستعدون لتنفيذ حكمكم مهما كان إن شاء الله تعالى 
فقال القاضي لقد كان أبوكم رجلا حكيما يا أبنائي فلقد أعطى كل منكم ما يستحقه ولا أراه ظالما في شيئ. فمن كان نصيبه السيف و الخاتم و الراية فهو شيخ القبيلة خلفا لأبيه و عليكم السمع و الطاعة له و أن ترجعوا إليه في كل أمر من أموركم.
و من كان نصيبه الرمل
و الحجارة فله العقار و البيوت و الأراضي.
ومن كان نصيبه العظام فله المواشي من خيل وإبل و بقر و غنم.
و من كان نصيبه الذهب و الفضة فهو أضعفكم فلا تنسوه عند انتهاء ما لديه من مال. و أوصيكم يا أبنائي بالاتفاق و جمع الكلمة. و أسأل الله أن يحفظكم و يرعاكم .
ثم انصرفوا من عنده راضين بما حكم به القاضي وما ترك لهم أبوهم ۏهم يسألون لأبيهم المغفرة و الرحمة و الرضوان.
وهكذا انتهت قصة اليوم وإلى لقاء آخر مع قصة أخړى.

 

تم نسخ الرابط