تقول فتاة: تقدّم أحدُهم لخطبتي وكان شرطه الوحيد للزواج هو الإعتناء بوالدته !!
المحتويات
صُعقت من منظر الغرفة، كانت كقطعة من الجنة، ألوانها،
ترتيبها، وسائل التدفئة فيها، مُختلفة تمامًا عن باقي البيت !!!
تركني واقترب من سريرها، كانت نائمة، أخذ يهز كتفها
برفق قائلًا: ماما، لقد أحضرت هديتي لكِ، هذه زوجتي ألا تريدين رؤيتها ؟!
فتحت عينيها برفق ونظرت له بابتسامة ثم حوّلت نظرها عليّ،
لا أستطيع وصف تلك اللحظة، عيونها مليئة بألم،
وثغرها مبتسم بحُزن، كان وجهها كالقمر في ليلة تمامه،
هادئ جدًا لإمرأة في السبعين من عمرها !
قالت: مُبارك عليكِ بُنيتي زفافك، وأدعو الله أن يهدي لكِ صغيري هذا،
وأن يرزُقك ولدًا بارًا مثله، وألا تكوني ثقيلة عليه مثلي،
ثم ذرفت عينيها دموعًا أشبه بفيضان سُمح له بالجريان.
سارع لمسح دموعها بكُم بدلته وقال: هذا الكلام يُغضبني،
وأنتِ تعلمين ذلك، أرجوكِ ماما لا تُعيديها !
واقتربت أنا منها وقبّلت يدها ورأسها وقلت: أمين ماما.
مرت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه تزيد يومًا بعد يوم
مرت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه تزيد يومًا بعد يوم،
كان هو من يُغير لها الحفّاض، وكان يُحممها في مكانها بفرشاة
الإستحمام، وكان يُبلل لها شعرها، ويُسرحه لها، وعندما
تألمت من المشط أحضر لها مشط غريب، كان من الورق
المقوى، ناعم من أجل فروة رأسها، كان قد رآه في أحد الإعلانات التجارية، أحضره لها..
سُرّت جدًا بذلك المشط، كان يُضفّر لها شعرها في جديلتين
صغيرتين، كانت تخجل عندما يفعل لها ذلك وتبتسم بحياء وتقول:
لست صغيرة على هذا أيها الولد، فلتُنهي ذلك !
كان يرد: عندما يُعجب أحدهم بكِ فستشكُريني، عندها تغرق في ضحكٍ عميق..
كنت أراه من خلف ذلك الضحك ينظر لها كطفل ما زال في السادسة من عمره !
حقًا كان يُحبها، وجدًا
لا أعرف ماذا قصد عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها ؟!!
في الواقع هو يفعل كل شيء، أخبرني بأن وقت خروجه وعمله
يستثقله عليها بأن تكون فيه وحيدة
متابعة القراءة